«فإنه بماذا يعلم أني وجدت نعمة في عينيك أنا وشعبك. أليس بمسيرك معنا. فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض» (خروج ١٦:٣٣).
هل تتخذ أيها الإنسان كلام موسى لنفسك وتطلب كما طلب هو أن يسير معك حضور الله في كل مسيرك بحيث لا تتحرك من مكانك إلا ولك شهادة واضحة بأنك سائر في الطريق المرضية لله. أقارع أنت باب الله ومجتهد أن تخدمه بإخلاص وحق غير مشاكل هذا الدهر ولكنك راغب أن تحصى بين شعبه المميز فإن كنت كذلك يصح لك أن تتوقع مرافقة بركة الله لك وأن تنجح في طريقك. فإنه لما أمر بنو إسرائيل أن يسكنوا وحدهم ولا يحسبوا أنفسهم كشعوب الأرض كان ذلك امتيازاً عظيماً لهم وهكذا يجب على إسرائيل الروحي أن يفرزوا عن أهل العالم كما أنهم شعب خاص في محبة الله وفي انتخابهم بالمسيح وفي عهد النعمة الذي عقد معهم بواسطته وفي الدعوة الفعالة وفي جلوسهم معه إلى الأبد. ولا يعدون بين الشعوب ولكنهم مدعوون منهم ويحسبون بينهم كنفاية ورذالة ولذلك لا يعتبرون أنفسهم من العالم كعابري سبيل وغرباء فيه. ربي اجعل نصيبي بين شعبك المختار الأبرار في هذا العالم والآخر.